تتجه المياه الفائضة من واحة الفيوم مباشرة إلى بحيرة قارون في الشمال، والتي بإمكانها استيعاب كمية محدودة فقط من تلك المياه، وبالتالي فإن أي فائض يتعدى مستوى البحيرة و قدرتها على الاستيعاب سيتسبب بحدوث فيضانات وأضرار لا يمكن إصلاحها في المناطق المحيطة بها، وذلك بسبب ارتفاع نسبة ملوحة المياه، هذا يعني أن كمية المياه التي يمكن استخدامها في الفيوم محدودة بقدرة الصرف القصوى في المنطقة، هذا ما يؤثر على زراعة المحاصيل التي تحتاج المياه بكثرة، مثل الأرز والقصب، إذ لم يعد بالإمكان زراعتها إلا بكميات ضئيلة جدا في الآونة الأخيرة.
علاوة على ذلك، لايمكن استصلاح أراضٍ جديدة، دون التسبب في غمر الأراضي الزراعية المحيطة ببحيرة قارون، ومن هنا جاءت الحاجة الملحة لإيجاد حل لمشكلة الفيضانات تلك، وتمثلت في تشكيل حوض صرف جديد، يستوعب المياه الفائضة من البحيرة الأولى، وساعد انخفاض موقع وادي الريّان على ذلك.
في عام 1974، تم شق قناة بطول تسعة كيلومترات، ونفق يصل إلى ثمانية كيلومترات، عبر الصحراء من الجانب الغربي لمنطقة الفيوم المنخفضة، وأصبحت مياه الصرف بعدها تتدفق إلى وادي الريّان مشكلة بحيرتين كبيرتين. تصل المياه أولا إلى البحيرة الشمالية، وعندما تتعدى طاقتها الاستيعابية؛ يتدفق الماء منها إلى جدول نحو أعمق جزء من المنخفض مشكلا البحيرة الثانية. وبسبب تآكل مجرى الجدول؛ بدأت الصخور الطبيعية بالظهور وتشكلت الشلالات فوقها.
تفرعت تلك الشلالات إلى أخرى صغيرة لايزيد ارتفاعها عن إثنين إلى أربعة مترات، و بالرغم من ذلك، فقد جذبت السكان المحليين بشكل كبير، حيث أن معظمهم لم يروا شلالات من قبل، وذاع صيت تلك الشلالات لدرجة أنها ظهرت في العديد من فيديوكليبات الأغاني وفي الأفلام المصرية.
على أية حال، لن تبقى هذه الشلالات للأبد، حيث أن مستوى البحيرة السفلى في ارتفاع مستمر، ولن تستمر المياه في التدفق عبر الشلالات، إلا إذا ارتفع معدل تبخر المياه في البحيرة بما يساوي كمية المياه التي تصب فيها، أما إذا استمر مستوى مياه البحيرة في الإرتفاع، ستختفي الشلالات تدريجاً، وتندمج مع البحيرة.
أصبحت جوانب البحيرة الآن مغطاةً بالنباتات، مما جعلها موطنا شتويا مناسبا للطيور المهاجرة، ومكان مثالي لتربية الأسماك. تعتبر المنطقة الآن محمية طبيعية وتعد موطناً لأكبر عدد من الغزلان (نحيلة القرن) في العالم، بالاضافة إلى ثمانية أنواعٍ أخرى من الثدييات و ثلاثة عشرَ نوعا من الطيور.