وادي الملوك

2019/04/16 05:08 ص
اذا كنت سمعت عن لعنة الفراعنة فإعلم إنك تتحدث عن وادي الملوك في مدينة الأقصر حيث تنتظرك قصص كثيرة مليئة بالمغامرة والتشويق حيث تمت ولادة العديد من القصص عن لعنة الفراعنة والتي زاع صيتها عند إكتشاف مقبرة الملك الصغير توت عن آمون حيث تقول الروايات ن هناك 40 شخص من الذين قاموا في الإشتراك بإكتشاف تلك المقبرة عام 1922م قد ماتو بسبب أسباب تافهه بما فيهم الشخص الذي قام بتمويل الرحلة اللورد كارنارفون والذي قد توفي بسبب (لدغة بعوضة) بفندق إنتركونتينتال في القاهرة...!!
 
في البر الغربي في وادي الملوك بمدينة الأقصر التي تحتوي على ثلث آثار العالم ستكتشف عالم غامض وساحر وملئ بالغموض والأسرار التاريخية وستسمع حكايات عن الإكتشافات والسرقات وكيف كان يحتفي المصريين القدماء بالحياة الأخرى وطقوس اموت والخلود.
 
يطلق على وادي الملوك العديد من الأسماء مثل الغرب الأعظم – ارض الآثار – جبانة طيبة ويعتقد العلماء إختيار القدماء لمنطقة وادي الملوك لتكون هي مكان تخليدهم قبل الإنتقال إلى الحياة الأخرى للشكل الهرمي للجبل الذي يبلغ إرتفاعة قرابة 300 متر.
 
يتكون وادي الملوك إلى فرعين لمجموعة من الأودية بالبر الغربي, وتم تقسيمها إلى منطقتين
 
المنطقة الأولى: الوادي الشرقي والذي يضم العديد من المقابر الملكية الهامة جدا
 
المنطقة الثانية: الوادي الغربي والذي يضم مقبرتين ملكيتين كبيرتين وعدد من المقابر الصغيرة لبعض الأفراد الملكيين الغير معروفين
 
عليك أن تستقل قطاراً طوافاً، («طَفْطَفْ» حسب ما يطلق عليه في مصر)، سوف يأخذك عبر مسافة 15 كيلومتراً تقريباً من كوبري الأقصر للوادي الذي يقع في منطقة قاحلة بين تلال ضخمة في الصحراء من الحجر الجيري، تكسوها آثار قنوات جافة يعود عمرها لآلاف السنين، لموقع الزيارات الذي يضم 64 مقبرة منحوتة في الصخور الصلبة منها مقبرة على هيئة غرفة صغيرة أو مقبرة عبارة عن 120 غرفة، جميعها نقش على جدرانها أروع ما قد تراه عين من جداريات.
 
في تلك المنطقة الجبلية القاحلة يقبع تاريخ عريق. يعود تاريخ وادي الملوك بصفته مقابر لدفن الفراعنة إلى عام 1550 قبل الميلاد، وقد وقع الاختيار على الموقع لقربه من المعابد الملكية، ويرجح أن أول حاكم فرعوني دفن فيها هو «تحتمس الأول»، وآخر من دفن فيها هو «رمسيس الحادي عشر» آخر ملوك الأسرة العشرين. في الطريق سوف تمر على معالم أثرية منها: تمثالا ممنون الشهيران وسط الحقول الخضراء، ومعبد الدير البحري وأيضاً منزل هيوارد كارتر، عالم المصريات مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، وهو منزل يزيد عمره على 80 سنة كان يقيم فيه طوال 15 سنة، هي سنوات بحثه عن كنوز آمون.
 
يستقبلك في الوادي مركز الزوار بما يحتويه من لافتات وصور توضيحية تضم معلومات عن أسباب اختيار الفراعنة للموقع، وشرحا لبعض الرسوم التي نقشت على جدران بعض المقابر ورسوم لبعض المعبودات القديمة، وأيضاً شرحا لأهمية التحنيط وسرقة مقتنيات المقابر، وأهم العتاد الذي كان يحرص المصريون القدماء على وضعه في مقابر الملوك، مثل الأواني والتماثيل ونماذج المراكب والأثاث والحلي والملابس وغيرها، وكيف تمت سرقته على مر العصور. كما يعرض فيلم تسجيلي مهم عبارة عن لقطات تصور لحظة فتح مقبرة توت عنخ آمون تم تصويرها في عشرينات القرن العشرين.
 
قد تضطر إلى الانتظار بالمركز حتى يقل الزحام إذا كان هناك آلاف الزوار داخل المقابر، عندها سوف يتأجج الشغف داخلك لاكتشاف ما المثير في مقابر الفراعنة لكي يتوافد عليها الآلاف يومياً؟
 
أُعلن وادي الملوك، ضمن مواقع أثرية أخرى بمدينة الأقصر، موقعا للتراث العالمي من قبل اليونيسكو وذلك عام 1979. ويعتبر هو الموقع المفضل والأكثر زيارة من قبل السائحين؛ حيث يأتي على رأس البرامج السياحية قبل معبد الكرنك، أو معبد الدير البحري، وكان عدد زائريه يصل يومياً إلى ما بين 8 آلاف و15 ألف سائح.
 
ورغم أن هذه المقابر يعود تاريخها لآلاف السنين فإن أسرارها بدأت تخرج إلى النور بسبب الرحلات الاستكشافية بحثاً عن الكنوز المدفونة. وفي منتصف القرن الثامن عشر، قام عالم المصريات جون ويلكنسون بترقيم المقابر وفقاً لتاريخ اكتشافها، واستمر الأمر كذلك حتى آخر مقبرة كشفتها البعثة السويسرية عام 2011 وهي رقم 64.
 
في الحقيقة روعة النقوش والرسوم الملونة على الجدران ستجلب لك شعوراً بالدهشة من عظمة أولئك المصريين القدامى الذين برعوا في النقش على جدران صخرية جداريات لا تزال ألوانها محتفظة برونقها رغم آلاف السنين؛ أي صبر كان لديهم في النقش على تلك الصخور في باطن الجبل؟! وأي أدوات كانت تستخدم؟! وكم عاماً استغرق ذلك؟! العلامات المنقوشة باليونانية والسريانية والقبطية القديمة وعلامات تحديد مناطق قطع الجداريات التي خطها اللصوص أثناء محاولات لسرقة الجدران... كلها أشياء تثير مزيد من التساؤلات لديك كما هو حال جميع الزوار.
 
على عكس المواقع السياحية الأخرى التي قد تكون زرتها في الأقصر، لن يصحبك مرشد سياحي داخل المقابر، بل سوف يعطيك التذكرة الخاصة بزيارة المقابر الثلاث مع شرح لأهميتها، ويحدد لك ساعة لزيارتها، وغالباً ما يقع الاختيار على مقابر رقم «2» الخاصة برمسيس الرابع، ورقم «6» لرمسيس التاسع، و«11» الخاصة برمسيس الثالث؛ لأنها الأقرب لبعضها ولا تتطلب جهداً كبيراً، وتعد قريبة من بعضها، فلن تسير لمسافات طويلة في الجو الحار.
 
تتكون المقابر الملكية في وادي الملوك من ممرات أو دهاليز ضيقة تأخذك إلى غرف نحتت في صخر الجبل يعترضها بعض الآبار، حيث صممت بحيث تصعب سرقتها.
 
أما جدران المقبرة فكانت مسرحاً للمناظر وغالباً مطلية باللون الأزرق وتزينها نجوم ذهبية، أما الجدران فهي مكسوة بالرسوم والنصوص الدينية المختلفة وأغلبها من كتاب «ما هو موجود في العالم الآخر»، وكتاب «البوابات»، وكتاب «الكهوف»، وكتاب «الأرض»، و«أناشيد شمسية» و«قصة هلاك البشرية» و«كتاب الموتى»، بجانب بعض الطقوس الدينية مثل طقس فتح الفم.
 
في واحدة من أجمل المقابر التي يضمها وادي الملوك تقبع مقبرة رقم «2» على يمين الطريق خارج حاجز المدخل المباشر، تقع المقبرة التي نهبت من قبل اللصوص في العصور القديمة، فلم يتم العثور على مومياء رمسيس الرابع. فوق مدخل المقبرة يبرز قرص الشمس الذهبي الذي يمثل «الإله رع» رمز القوة، وعلى جانبي قرص الشمس نرى إيزيس ونفتيس. بداخل المقبرة يوجد التابوت الغرانيتي الكبير وهو يزيد على 10 أقدام في طوله وبعرض 7 أقدام، وارتفاع يزيد على 8 أقدام. أما سقف الحجرة ففيه رسم للإلهة «نوت»، وجسمها مزين بالنجوم، وخلف حجرة الدفن دهليز تنفتح فيه بعض الحجرات. والمناظر والكتابات هنا تمثل رحلة الشمس في العالم السفلى، كما توجد مناظر قبطية على الحائط الأيمن من ممر الدخول، توضح أن بعض الأقباط كانوا يستخدمون المقابر مأوى لهم أيام الاضطهاد الديني وقت انتشار المسيحية.
 
 
مقبرة توت عنخ آمون توت عنخ آمون
 
 «سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك»... تلك الجملة المنقوشة بالهيروغليفية القديمة على جدار مقبرة الملك توت عنخ آمون كانت هي السبب في انتشار أسطورة «لعنة الفراعنة». جدران تلك المقبرة شاهدة على عظمة تلك الحضارة دون شكك. وتمثل الرسومات الرائعة جنازة الملك في مشهد مركب تجرها زحافة، ويقوم بسحبها مجموعة من أصدقاء وعظماء القصر، ونشاهد داخل المركب «ناووس» بداخله التابوت، وفوقه نص يشير إلى «الإله الطيب سيد الأرضين نب خبرو رع معطي الحياة للأبد». وعلى جدار آخر، نرى الملك «آي» على رأسه التاج الأزرق، وهو الملك الذي تولى العرش بعد موت الملك توت عنخ آمون، مرتدياً جلد الفهد بصفته الأب الإلهي وهو يقوم بطقس فتح الفم لمومياء الملك بأن يلمس وجه المومياء الأوزيرية للملك توت عنخ آمون بالفأسين الصغيرين المعروفين باسم «نوتى». ثم يردد قائلاً: «أنا أفتح فمك لكي تتكلم، وأفتح عينيك لكي ترى رع، وأذنيك لكي تسمع تبجيلك، (ثم) تمشي على رجليك لكي تدفع عنك الأعداء»، والهدف من هذا الطقس هو إعطاء الحياة للمومياء بحيث تستعيد القدرة على تسلم الطعام الذي يقدم لها في العالم الآخر. وعلى الجدار الشمالي رسم يجسد الملك توت عنخ آمون وهو يحتضن الإله «أوزيريس» وخلف الملك قرينه «الكاء» في صورته الملكية وفوق رأسه الاسم الحوري للملك داخل رمز «الكا». على جدار آخر نرى رسومات لاثني عشر قرداً في ثلاثة صفوف ربما يمثلون ساعات الليل الـ12 وفوقها نشاهد خمسة من الآلهة الواقفين ثم مركب الشمس. وفي رسم آخر نجد الملك توت عنخ آمون يتوسط الإلهة حتحور التي تعطيه علامة الحياة «عنخ»، والإله أنوبيس رب الجبانة.
 
سوف تستغرق زيارتك ما بين ساعة ونصف وساعتين ونصف وفقاً لرغبتك في زيارة المقابر، ومسموح حالياً التصوير بالهواتف الجوالة، أما الكاميرات التي تستخدم الضوء «الفلاش» فهي ممنوعة ويتم تسليمها في مركز الزوار قبل دخول وادي الملوك. بعد الانتهاء من جولتك يمكنك التسوق من البازارات السياحية المتاحة في منتصف الوادي في منطقة مخصصة للاستراحة، ومنها يمكنك أن تبتاع الهدايا التذكارية والصور، كما يمكنك التقاط الصور التذكارية في أحد الممرات أمام الجبل العملاق.
 
 
استعدادات الرحلة
 
تتطلب هذه الرحلة مجهوداً كبيراً لأن زيارة المقابر تحتاج إلى السير لمسافات طويلة، وصعود وهبوط لدرجات سلم بزاوية نحو 90 درجة. ينبغي أن تحصن نفسك بقبعة أو مظلة شمسية ونظارة شمس للاحتماء من درجة الحرارة المرتفعة وأشعة الشمس، وأن ترافقك قنينة مياه ومناديل مبللة، وارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة وحذاء رياضي مريح، حيث إن الزيارة تتطلب السير في ممرات غير ممهدة، كما أنك قد ترغب في التجول في القرى المجاورة للوادي، حيث توجد قريتا الحساسنة والسوالم اللتان تفضل بعض المجموعات السياحية زيارتهما وركوب الخيول والجمال وتناول الغذاء فيهما، وشراء تذكارات من تماثيل وقطع الألباستر التي تشتهر بها.
 
المشاركة في رحلات الاقصر واسوان في حد ذاتها متعة لا يضاهيها متعة حيث العديد من الآثار السياحية لقدماء المصريين مثل معبد الكرنك ومعبد الأقصر ومتحف الأقصر ومعبد حتشبسوت ووادي الملكات ومعبد ابو سمبل ومعبد نفرتاري والعديد المزارات التي تركها لنا أجدادنا الفراعنة
وينقسم الوادي إلى جهتين جهة شرقية تضم أغلب المقابر الملكية وجهة غربية، كما تتراوح مقابره ما بين البسيطة والمُعقدة الكبيرة التي تضم نحو 120 مقبرة تقريبًا تم بنائها ما بين القرنين 11 و16 قبل الميلاد، ويعد من أهم معالم السياحة في مصر .
 
فما رأيك عزيزي القارئ أن نسبح بعقولنا الآن في واحد من أكثر الاماكن السياحية في الاقصر شهرةً لنرى خفايا أجدادنا الفراعنة في إعداد موتاهم للعالم الآخر.
 
أفضل أنشطة يُمكن القيام بها في وادي الملوك الاقصر
• في طريقك إلى وادي الملوك الاقصر يُمكنك زيارة أسطورة العصر الفرعوني أضخم تمثالين يُمكنك رؤيتهما، هما تمثالي ممنون الاقصر والتعرف على حقيقة ما يُروى عنهما من أساطير.
 
• زيارة 3 مقابر ملكية للتذكرة الواحدة أكثرها زيارة مقابر الملوك رمسيس الثالث والتاسع ومقبرة توت عنخ آمون الكاملة.
 
• زيارة 3 مقابر ملكية للتذكرة الواحدة أكثرها زيارة مقابر الملوك رمسيس الثالث والتاسع ومقبرة توت عنخ آمون الكاملة.
 
• زيارة 3 مقابر ملكية للتذكرة الواحدة أكثرها زيارة مقابر الملوك رمسيس الثالث والتاسع ومقبرة توت عنخ آمون الكاملة.
 
• زيارة 3 مقابر ملكية للتذكرة الواحدة أكثرها زيارة مقابر الملوك رمسيس الثالث والتاسع ومقبرة توت عنخ آمون الكاملة.
 
سعر الدخول
160 جنيهًا للأجانب، 80 جنيهًا للطلبة الأجانب.
 
20 جنيهًا للمصريين، 10 جنيهًا للطلبة المصريين.
 
ساعات العمل
طوال أيام الأسبوع من الساعة 06:00 صباحًا حتى الساعة 05:00 مساءً.
 
فنادق قريبة من وادي الملوك الاقصر
فندق نور القرنة من افضل فنادق الاقصر 2 نجوم، ويبعد عن وادي الملوك الاقصر مسافة 1.8 كم.