ساحة فاندزم
2019/05/21 03:13 م
ساحة الفاندوم هي شاهد على عراقة وأبهة التاريخ الفرنسي، والتي ينتصب فيها عمود فاندوم الشهير الشاهد على مجد فرنسا منذ ثلاثة قرون، وهو نصب مصنوع من الحديد والرصاص والنحاس المذوبة وهي المعادن التي جمعها الفرنسيون من المدافع التي غنمها نابليون بونابرت أثناء حروبه مع أعدائه من الإنجليز والروس والبروسيين والنمساويين.. واليوم يبدو العمود الذي ينتصب في الساحة الحجرية التي تجمع حولها أهم محلات الجوهرجية وقد وقف على رأسه نابليون على شكل إمبراطور روماني، كما ينتصب في الساحة الفندق الذي كانت تسكن فيه الأميرة ديانا وشهد اللحظات الأخيرة من حياتها.
يعود تاريخ إنشاء ساحة الفاندوم إلى العام 1685 إلى فترة حكم لويس الرابع عشر الذي أقر تصميم تلك الساحة الرائعة الفريدة بمبانيها العريقة وساحتها الحجرية، ووضع خطة للمشروع التي كلف بها جون هاردوين واتسارت بإنجازه، وتم شراء فندق فاندوم الذي جاء منه اسم الساحة والذي تم إزالته. وأعيد بناء الجدران والأقواس بتناسق بديع وتم بيع المشروع إلى بلدية باريس نظرا للأعباء المالية التي وقع بها ملك فرنسا نتيجة الحروب وبناء قصر فرساي، إلا أن بلدية باريس سرعان ما بدأت بيع بعض الأماكن التي تم بناؤها لممولين وتجار أثرياء.. لكن الساحة ظلت صامدة لسنوات تربو إلى عشرين عاما.
إلا أن فترة حكم دوق اوريليانز تركت الحكومة قصر فرساي فترة ظهور الأوراق المالية الورقية حيث اجتذبت الساحة ممولين للمباني الفخمة، حيث بنيت الفنادق وعادت ساحة فاندوم إلى التألق بعد أن اجتذبت كبار الجواهرجية في العالم مثل موبوسون وكارتييه وجان كليف وبوشرون وبولجاري وبياجيه واربل وغيرها من أسماء الماركات الكبيرة التي حولت الساحة إلى ساحة الكنوز الفريدة من المجوهرات والساعات منذ أكثر من قرن.
فندق ريتز من اشهر فنادق باريس يتصدر ساحة الفاندوم
أقامت فيه مدموازيل شانيل وتردد عليه همنجواي وتناولت فيه الأميرة ديانا عشاءها الأخير قبل وفاتها تأتي شهرة فندق ريتز في أنه يطل على ساحة الفاندوم وسط العاصمة الفرنسية، ومن تاريخه العريق وإقامة العديد من المشاهير والنجوم في أجنحته الفاخرة، الفندق يحمل الطابع الكلاسيكي ويضم 159 غرفة وجناحا.
رأى النور عام 1898 على يد السويسري سيزار ريتز. ووضعت القيادة النازية يدها على الفندق أثناء الاحتلال الألماني لفرنسا في الحرب العالمية الثانية. واكتسب الفندق شهرة عالمية بفضل إقامة كبار زوار باريس من السياسيين والفنانين ونجوم العالم والأثرياء والأمراء زوالشيوخ فيه. وما زالت أجنحته تحمل أسماء النجوم الذين مروا بها، أمثال مصممة الأزياء الآنسة كوكو شانيل التي سكنت الفندق حتى وفاتها، أو الكاتب الأمريكي إرنست همنجواي الذي جعل من حانة «ريتز» عنوانا له
وإثر وفاة شارل ريتز، ابن مؤسس الفندق، باعه الورثة إلى رجل الأعمال المصري محمد الفايد، عام 1976. وبرز الفندق تحت أضواء وسائل الإعلام العالمية بعد أن أمضت فيه ديانا سبنسر، طليقة ولي العهد البريطاني، وصديقها عماد الفايد، نجل مالك المكان، ساعاتهما الأخيرة قبل حادث السيارة الذي أودى بهما في باريس، في صيف 1997. وقد قرر الملياردير المصري محمد الفايد بيع فندق ريتز الشهير الذي يمتلكه في قلب ميدان فاندوم بالعاصمة الفرنسية باريس بعد حادثة وفاة ابنه محمد فايد والأميرة ديانا.
وذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أن الفايد البالغ من العمر 77 عاما يمتلك هذا الفندق منذ ثلاثين عاما، وكان ابنه محمد يقيم في هذا الفندق مع الأميرة ديانا قبل أن تقع لهما حادثة السيارة يوم 30 أغسطس 1997 ويلقيا مصرعهما في هذا الحادث بعد انقلاب سيارتهما في نفق ألما مارسو أثناء مطاردة المصورين لهما.